إن تقدم الأمم وتطورها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي والعلمي , ليس رهناً بما تملكه من ثروات طبيعية تتمثل في البحار والجبال و المساحات الشاسعة من الأراضي , أو بما في باطن الأرض من ثروات معدنية أو بترولية و إنما يرتبط – بالدرجة الأولى – بمقدار ما تملكه من ثروة بشرية قادرة على تحويل هذه الموارد الطبيعية إلى قوة عمل و إنتاج , تسهم في إشباع حاجات الإنسان و المجتمع في آن واحد , لذا تسعى كل أمة لتنمية مواردها البشرية من خلال التعليم .
وما يشهده العالم اليوم من ثورة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة , يحتم على الأنظمة التعليمية إعادة النظر في أهدافها ومحتوى مناهجها وطرق و أساليب تدريسها .
ويتبنى التربويون في الوقت الحاضر فكراً منبثقاً من تصورات النظرية البنائية , حيث أصبح التوجه إلى بناء عقول المتعلمين وتنمية مهاراتهم , و الاهتمام بالأسئلة والنشاطات التي تتطلب إمعان النظر والتفكير وتفعيل دور الطالب وجعله محور العملية التعليمية وغايتها . من هنا لابد أن يركز تدريس العلوم على تقديم المعرفة على أساس التفكير والبحث والتجريب , و استخدام المهارات العلمية المختلفة حتى يكون للتعليم معنى لدى الطالب . إن توظيفة المعلومات في حياة الطالب تعتبر نقطة الانطلاق التي يجب أن يبدأ منها تدريس العلوم .
وقد قام عدد من الباحثين بتطوير نماذج تعليمية مبنية على مبادئ و أفكار وتعميمات نظريات التعلم المعرفي بهدف نقل تلك النظريات من المجال النظري للممارسة الفعلية ومن هذه النماذج " دورة التعلم " (Learning Cycle ) التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية على يد العالمان كاربلس و آتكن Karplus & Atkin ,ثم أدخل عليها كل من كاربلس وآخرين بعض التعديلات,حيث أدخلت كجزء من مشروع تطوير منهج العلوم (science curriculum improvement study ) (SCIS) بحيث ينسجم هذا البرنامج مع خصائص الطفل النمائية , ويساعد في توفير الظروف والشروط التي تعين على نموه الفكري . وتتميز دورة التعلم عن غيرها فيما يلي :
وما يشهده العالم اليوم من ثورة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة , يحتم على الأنظمة التعليمية إعادة النظر في أهدافها ومحتوى مناهجها وطرق و أساليب تدريسها .
ويتبنى التربويون في الوقت الحاضر فكراً منبثقاً من تصورات النظرية البنائية , حيث أصبح التوجه إلى بناء عقول المتعلمين وتنمية مهاراتهم , و الاهتمام بالأسئلة والنشاطات التي تتطلب إمعان النظر والتفكير وتفعيل دور الطالب وجعله محور العملية التعليمية وغايتها . من هنا لابد أن يركز تدريس العلوم على تقديم المعرفة على أساس التفكير والبحث والتجريب , و استخدام المهارات العلمية المختلفة حتى يكون للتعليم معنى لدى الطالب . إن توظيفة المعلومات في حياة الطالب تعتبر نقطة الانطلاق التي يجب أن يبدأ منها تدريس العلوم .
وقد قام عدد من الباحثين بتطوير نماذج تعليمية مبنية على مبادئ و أفكار وتعميمات نظريات التعلم المعرفي بهدف نقل تلك النظريات من المجال النظري للممارسة الفعلية ومن هذه النماذج " دورة التعلم " (Learning Cycle ) التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية على يد العالمان كاربلس و آتكن Karplus & Atkin ,ثم أدخل عليها كل من كاربلس وآخرين بعض التعديلات,حيث أدخلت كجزء من مشروع تطوير منهج العلوم (science curriculum improvement study ) (SCIS) بحيث ينسجم هذا البرنامج مع خصائص الطفل النمائية , ويساعد في توفير الظروف والشروط التي تعين على نموه الفكري . وتتميز دورة التعلم عن غيرها فيما يلي :
1- مراعاتها للقدرات العقلية للمتعلمين فلا يقدم للمتعلم من المفاهيم إلا ما يستطيع أن يتعلمه . 2- تقدم العلم كطريقة بحيث يسير من الجزء إلى الكل , معتمداً على الطريقة الاستقرائية . 3- إثارة الدافعية للتفكير وذلك من خلال مفهوم فقدان الاتزان الذي يعتبر بمثابة الدافع الرئيس نحو البحث عن المزيد من المعرفة . 4- تنمية مهارات التفكير والعمل وكيفية التعلم من خلالها . 5- توفير مجالاً ممتاز للتخطيط الفاعل لتدريس العلوم .
ويعرف Good Etal دورة التعلم بأنها طريقة في تخطيط الدروس وفي التعلم والتعليم , تقوم على العملية الاستقصائية من أجل تنظيم اكتساب المعارف ,ويرى أن الفهم الصحيح يمكن بناؤه عن طريق دورة التعلم . ويعرفها عبد السلام بأنها طريقة أو نموذج تدريسي يمكن استخدامه في تصميم مواد ومحتوى المنهج واستراتيجيات تعليم العلوم , ويؤكد على التفاعل بين المعلم والطالب , معتمداً على الأنشطة الكشفية لتنمية أنماط الاستدلال الحسي والشكلي لدى الطالب . ويرى ( Marek) بان دورة التعلم ليست طريقة تدريس ولكنها خطوات ( إجراءات ) تدريس , تسمح باستخدام طرائق تدريس عديدة مثل العمل المخبري والعروض العملية والمجموعات , والتكنولوجيا الحديثة .....الخ .وقد أثبتت العديد من الدراسات و البحوث نجاح دورة التعلم في تحسين المستوى التحصيلي للطلاب إضافة لتحسين اتجاهات الطلاب نحو مادة العلوم , وظهور ميل شديد لديهم لتقديم أسئلة أكثر , مما ساعدهم على التفكير والاستدلال بشكل أكبر .
مراحل دورة التعلم :
في البداية تكونت دورة التعلم من ثلاث مراحل هي الاستكشاف , والتوصل إلى المفهوم , والتطبيق ثم ظهرت دورة التعلم الرباعية , والتي تتكون من الاستكشاف , و التفسير والتوسع , والتقويم . ثم قدم خبراء متحف ميامي بالولايات المتحدة دورة التعلم المكونة من سبع مراحل , وما يعنينا هنا هو دورة التعلم الخماسية ( 5E’S) وذلك لتبني مناهج العلوم المطورة لها ,و تتمثل تلك المراحل فيما يلي:
1- مرحلة التهيئة (Engage) : وتسمى هذه المرحلة أيضاً بالانشغال أو الاندماج أو يحلو للبعض تسميتها بمرحلة الاشتباك , وتهدف هذه المرحلة لإثارة انتباه الطلاب وتحفيزهم و إثارة فضولهم واهتماماتهم كما تعطي المعلم فرصة جيدة لمعرفة المفاهيم البديلة ( الخاطئة) التي يحملها الطلاب , ومن المفيد هنا جعل الطلاب ينخرطون في موضوع الدرس من خلال مواقف متناقضة و أحداث محيرة , تشعرهم بحالة فقدان الاتزان العلمي مما يثير الدافعية والفضول للبحث والاستكشاف , ويتم ذلك من خلال طرح عدد من الأسئلة على ما تم مشاهدته أو سماعه , وتستخدم تلك الأسئلة أيضاً في تركيز اهتمام المتعلمين على المهمات اللاحقة , وفي هذه المرحلة أيضاً يطرح الطلاب أسئلة مثل لماذا حدث هذا ؟ ماذا أعرف بالفعل عن هذا ؟ ما لذي يمكن أن أكتشفه حول هذا المفهوم أو الموضوع ؟
دور المعلم الكشف عن المعرفة السابقة لدى الطالب , طرح الأسئلة , تقديم موضوع الدرس , إثارة الدافعية , تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة . . .
دور الطالب إبداء الاهتمام بموضوع الدرس , طرح الأسئلة , مناقشة المعلم و كذلك الأقران في المجموعة . . .
الخطوة الثانية : الاستكشاف (Explore ) : يكون المتعلم هنا نشطاً ويكون التعلم متمركزاً حوله وذلك من خلال السماح للطلاب بالعمل معاً في مجموعات وقيامهم بسلسلة من الأنشطة بهدف اكتشاف المفهوم المراد تعلمه واختبار تنبؤاتهم وفرضياتهم ومناقشة البدائل المطروحة للحل مع أقرانهم , وتسجيل ملاحظاتهم و أفكارهم ويعطى الطلاب في هذه المرحلة مواد وتوجيهات يتبعونها لجمع بياناتهم بواسطة خبرات حسية حركية مباشرة تتعلق بالمفهوم الذي يدرسونه .
دور المعلم ميسر , مستمع جيد لتفاعلات الطلاب مع أقرانهم في المجموعات , طارح للأسئلة لتوجيه التفكير نحو أهداف الدرس مشجع على التفاعل داخل المجموعات , يتيح الفرصة للتفكير والتأمل . . .
دور الطالب يجري النشاطات , يضع الفروض , والتنبؤات , ويختبرها , يتفاعل مع الأقران , يدون ملاحظاته يناقش البدائل المطروحة. . .
ولكي تنجح أخي الحبيب في هذه المرحلة إليك عدد من الأسئلة التي تساعدك لبدء عملية التخطيط :
1- ما لمفهوم المحدد الذي سيكتشفه طلابك ؟
2- ما لنشاطات التي يجب أن ينفذها الطلاب ليألفوا المفهوم ؟
3- ما أنواع الملاحظات والتسجيلات التي سيحتفظ بها طلابك ؟
4- ما أنواع الإرشادات التي يحتاجها الطلاب ؟ وكيف سأعطيها لهم دون إخبارهم بالمفهوم ؟
المرحلة الثالثة : التفسير و الشرح ( Explain ) :
في هذه المرحلة يشجع المعلم الطلاب على تفسير المفاهيم مستخدمين كلماتهم الخاصة , وبطريقة تعاونية معه ومع أقرانهم وذلك من خلال ملاحظاتهم و أفكارهم التي قاموا بتسجيلها , بعد ذلك يزود الطلاب بالتعريفات والتفسيرات المبنية على الخبرات السابقة لطلابه, ويعتمد عليها في إدارة المناقشات داخل بيئة التعلم .
مراعياً التسلسل في طرح الأسئلة من المحسوس إلى المجرد ومن السهل إلى الصعب , ومن المعروف إلى الجديد . وهنا نؤكد على أن المعرفة الجيدة للمعلم بالمحتوى تمكنه من متابعة استجابات الطلاب . واستفساراتهم وتوجيه من خرج منهم بشكل غير متوقع .
دور المعلم تشجيع الطلاب على تفسير ملاحظاتهم , الاستماع لمناقشة الطلاب والبناء عليها , طرح الأسئلة وطلب الإيضاحات , تقبل وجهات النظر المعقولة , مساعدة الطلاب على معالجة البيانات وتنظيمها عقلياً .
دور الطالب يفسر , يستمع , يسأل , يستنتج من خلال ملاحظاته , يجيب بشكل معقول على الأسئلة المطروحة , يتفاعل إيجاباً مع تفسيرات أقرانه .
و الأسئلة التالية تساعد المعلم على توجيه الطلاب لبناء استكشاف ذاتي للمفهوم :
* ما أنواع المعلومات أو النتائج التي يجب أن يتحدث عنها الطلاب ؟
* كيف أساعد الطلاب على تلخيص نتائجهم ؟
* كيف سأوجه الطلاب وبنفس الوقت أحجم عن إخبارهم ماذا وجدوا على الرغم من أن فهمهم للمفهوم لم يكتمل بعد؟
* كيف سأساعدهم على استعمال المعلومات التي حصلوا عليها لبناء المفهوم بطريقة سليمة ؟
* ما الأوصاف التي يجب أن يسندها الطلاب للمفهوم ؟
4- مرحلة التوسع " تطبيق المفهوم " (Extend) :
وتهدف هذه المرحلة لمساعدة المتعلم على تنظيم الخبرات التي اكتسبها من الأطر المعرفية لديه من خلال ربطها مع الخبرات السابقة وما تعلمه من مفاهيم ومهارات لتطبيقها على مواقف جديدة مشابهة , مستخدمين في ذلك مجموعة من المهارات كطرح الأسئلة واقتراح الحلول , واتخاذ القرارات , وتصميم التجارب وتدوين الملاحظات ويجب أن ترتبط المفاهيم التي جرى بناؤها بأفكار وخبرات أخرى , وذلك من أجل جعل الطلاب يفكرون فيما وراء تفكيرهم الراهن . ومن المفيد هنا قيام الطلاب بتلخيص الأفكار التي قاموا بتعلمها وتطبيقها , وعدم تمكنهم من ذلك يشير إلى وجود خلل في خطة الدرس و أنه لا يسير كما خطط له .
ومن الجدير بالذكر أن هذه المرحلة تساعد المعلم في جعل طلابه يربطون المعرفة الجديدة التي تعلموها مع معارفهم وخبراتهم السابقة مما يجعل التعليم ذو معنى , ومن السهل عليهم استرجاعه عند الحاجة إليها .
ويمكن تلخيص دور المعلم والطالب بالتالي :
المعلم استخدام المعلومات المكتسبة لمزيد من التعلم في مجالات أو موضوعات أخرى , تشجيع الطلاب على تطبيق المفاهيم و المهارات الجديدة وتوسيعها , التشجيع على استخدام مصطلحات وتعريفات تمت دراستها مسبقاً .
الطالب تطبيق مصطلحات وتعريف جديدة , يستخدم معلوماته السابقة , يطرح الأسئلة , يقدم الاستنتاجات المعقولة من خلال الأدلة , يدون الملاحظات ويقدم لها التفسيرات .
كما أن هناك بعض الأسئلة تساعد المعلم على توجيه تفكير الطلاب وتنظمه وهي :
* ما الخبرات السابقة التي امتلكها الطلاب ذات العلاقة بالمفهوم الحالي ؟ كيف أستطيع ربط هذا المفهوم بالخبرات السابقة ؟
* ما هي بعض الأمثلة التي تبين كيف تشجع المفاهيم الطلاب على رؤية فوائد العلوم بالنسبة لهم؟ وما الأمثلة التي تساعدهم على فهم العلاقة بين العلوم و التقانة والمجتمع؟ .
* وما الأمثلة التي تساعدهم على تطوير مهارات الاستقصاء في العلوم وفي امتلاك معلومات عن تاريخ العلوم وطبيعتها ؟
* ما الأسئلة التي بإمكاني طرحها لتشجيع الطلاب على اكتشاف أهمية المفهوم ولتطبيق هذا المفهوم ولتقدير المسألة التي أمكن التوصل إلى حل لها ولفهم المسائل الأخرى التي يسببها هذا المفهوم ولتحديد فرص العمل الناشئة عن هذا المفهوم ؟ وكيف استعمل هذا المفهوم عبر التاريخ ؟
* ما الخبرات الجديدة التي يحتاجها الطلاب لتطبيق أو توسيع المفهوم؟
* ما المفهوم التالي ذو العلاقة بالمفهوم الحالي؟ وكيف استطيع تشجيع اكتشاف المفهوم التالي .
5- المرحلة التقويم : ( Evaluation) :
يلعب التقويم دوراً رئيساً في دورة التعلم الخماسية فيتداخل مع جميع مراحلها بشكل مستمر ومتكامل ومشجع للبناء المعرفي للمفاهيم , ويتم من خلال الملاحظة المباشرة للطلاب وكيفية استخدامهم للمعرفة والمهارات التي تعلموها , إضافة لتطبيقهم للمفاهيم الجديدة مع رصد التغير الحادث في طريقة تفكيرهم كما يمكن للمعلم أن يحقق ذلك من خلال طرحه للأسئلة مفتوحة النهاية , وذلك لاستثارة القدرات العقلية العليا , و السماح للطلاب بتقويم معارفهم ومهارتهم العملية والجماعية .
إن ذلك كله يساعد المعلم في تقويم مستوى الطلاب إضافة لتقويم خططه وطريقة عرضه لدرس , ونلخص دور المعلم والطالب فيما يلي :
دور المعلم : ملاحظة سلوك الطلاب , تقويم معارف الطلاب ومهاراتهم , تشجيع الطلاب على تقويم تعلمهم , توجيه الأسئلة المفتوحة .
دور الطالب: يبدي معرفة وفهماً للمهارات و المفاهيم , يقوم تقدمه الخاص , يجيب على الأسئلة المفتوحة , يقدم تفسيرات معقولة للأحداث والظواهر .
ويمكنك أخي الحبيب الاستعانة في هذا الخصوص بإجابتك على الأسئلة التالية :
* ما نتاجات التعلم المناسبة التي أتوقعها ؟
* ما أنواع تقنيات تقويم الخبرات اليدوية اللازمة للتأكد من مدى إتقان الطلاب للمهارات الأساسية مثل الملاحظة والتصنيف والقياس والتنبؤ والاستدلال؟
* ما أنوع التقنيات المناسبة للطلبة لعرض وتوضيح مهارات عمليات العلوم المتكاملة ؟
* كيف أستطيع استعمال الصور لمساعدة الطلاب على كشف قدراتهم على التفكير في المسائل التي تتطلب استيعاب المفاهيم الأساسية وعلى تكامل خبراتهم؟
* ما أنواع الأسئلة التي أستطيع طرحها لمساعدة الطلاب على كشف قدراتهم على استعادة ما تعلموه؟
المراجع :
- رؤى تربوية – العدد التاسع و العشرون . تعليم العلوم و توظيف دورة التعلم . هايل الكرد
-الاتجاهات الحديثة في تدريس العلوم . (2001م). دار الفكر العربي . أ.د. عبدالسلام مصطفى عبدالسلام .
- تعليم العلوم للجميع . (2005م) . دار المسيرة . عبدالله خطايبه .
-مشروع تطوير تعليم الرياضيات والعلوم الطبيعية . المادة الإثرائية (2009م) . العبيكان .
-تصميم التدريس رؤية تطبيقية . (2009م) . دار الشروق . د. أحمد عودة القرارعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق