يهدف الإشراف
التربوي لتطوير عمليات التعليم والتعلم في مختلف البيئات التعليمية , و تقويم
مخرجاتها بما يحقق جودة الأداء التربوي و التعليمي وتحسين نوعيته , و لا شك أن ذلك
لن يكون واقعاً ملموساً ونحن مستمرون في استخدامنا لتلك الأدوات و الأساليب القديمة والتي لم تعد قادرة على مواكبة التطورات
الحديثة , ولذلك كان لابد من تطوير أدواتنا و أساليب إشرافنا , و يعد الإشراف
بالأهداف من الأنماط الإشرافية الحديثة و التي تعتمد في فلسفتها على النظرة الإيجابية
للمعلم و إحسان الظن به فما هو الإشراف
بالأهداف ؟؟
مفهوم الإشراف
بالأهداف :
"هو
مجموعة العمليات التي يشترك في تنفيذها كل من المشرف التربوي والمعلم , و تشمل
تحديد الأهداف المنشودة المراد تحقيقها , على أن تكون واضحة و قابلة للقياس ,
وتحديد مجالات مسؤولية المشرف التربوي و المعلم في ضوء النتائج المتوقعة , و
استخدام أدوات محددة ودقيقة ؛ لقياس مدى تحقق الأهداف التي تم رصدها " .
أهميته : تكمن أهمية هذا
النمط في سعيه لاشتقاق مجموعة محددة و واضحة من الأهداف الفرعية المنبثقة من الهدف
الرئيس الإشرافي , و يمكن هنا إدراج الأهداف الفرعية ضمن المجالات التالية :
-
تمكين المعلم من النمو الذاتي
المستمر .
-
تطوير علاقات إنسانية طيبة بين
المعلم و المشرف التربوي .
-
استغلال الإمكانات المتوفرة ؛ لخدمة
العملية التربوية .
-
تحسين مستويات الطلاب المعرفية و
الانفعالية و النفسحركية .
-
إثراء المناهج الدراسية و العمل على
تطويرها .
-
تبني طرائق تدريسية حديثة ثبت
فاعليتها .
-
فهم دور المدرسة الفاعل في تحقيق
أهداف التربية و رؤيتها و رسالتها .
الفروض التي
يقوم عليها الإشراف بالأهداف :
-
ميل المعلمين لفهم النواحي المتوقع
منهم القيام بها .
-
رغبة المعلمين القوية في الاشتراك في
عملية اتخاذ القرار الذي يؤثر على عملهم .
-
عدم إمكانية تقييم نشاطات المعلم
كافة من قبل المشرف .
-
رغبة المعلمين في الوقوف على أدائهم
.
الأسس التي
يقوم عليها الإشراف بالأهداف :
-
يتحسن أداء المعلم عندما يكون هناك
اتفاق على الأهداف المراد إنجازها .
-
تمكين المعلم من النمو الذاتي ,
نتيجة إقرار المشرف بما أنجزه المعلم.
-
يتجه أداء المعلم للتحسن عند وجود
تغذية راجعة بناءً على معيار متفق عليه .
-
ارتياح المعلمين عند معرفتهم بأهداف
المؤسسة التي يعملون بها .
مبادئ الإشراف
بالأهداف : يرتكز الإشراف بالأهداف على مبدأين هما :
أولاً: مبدأ المشاركة : وهذا المبدأ يترتب عليه أ)
الالتزام من قبل المشرف و المعلم بالأهداف الموضوعة .
ب) تحمل المسؤولية : فمشاركة المعلم في تحديد
الأهداف يترتب عليه تحمله مسؤولية تحققها لأنه أصبح طرفاً في اتخاذ القرار .
ج ) رفع الروح
المعنوية : حيث يحس المعلمين بذواتهم .
ثانياً مبدأ تحديد الأهداف : وهنا نؤكد على ضرورة
وضوحها بنسبة للمشرف و المعلم , وتحديدها بفترة زمنية لإنجازها مع الاتفاق على
الأدوات المستخدمة للتقويم تحقق تلك الأهداف مستقبلاً .
شروط الأهداف
المتفق عليها :
-
واضحة بشكل دقيق .
-
واقعية و معقولة .
-
اشتراك المشرف مع المعلم في تحديدها
.
-
تتسم بالمرونة .
مراحل تطبيق
نموذج الإشراف بالأهداف :
-
المرحلة الأولى : وضع الأهداف .
-
المرحلة الثانية : وضع الخطة .
-
المرحلة الثالثة : التنفيذ و
المتابعة .
-
المرحلة الرابعة : القياس و الإنجاز
.
ايجابيات نموذج
الإشراف بالأهداف :
-
يتيح الفرصة للمعلم كي ينمو ويتطور
مهنياً .
-
رفع الروح المعنوية و زيادة الانتماء
لدى المعلمين .
-
يساعد في تقييم الأداء و تحديد
المسؤولية في ظل وضوح الأهداف .
-
تحسين عملية اتخاذ القرار في ظل
مشاركة أكثر من شخص .
-
تكوين علاقات إنسانية طيبة بين
المعلم و المشرف .
-
عناية الإشراف بالأهداف بالتغذية
الراجعة الأمامية والمرتدة .
-
يلمس المعلم ثمرة جهده ؛ فتتحسن
معنوياته و تزيد إنتاجيته .
العوامل
الأساسية التي تزيد من فعالية الإشراف بالأهداف :
= أن يكون لدى المشرف التربوي دراية وافية بهذا
النموذج الإشرافي ، وما يترتب على ذلك من
معرفة جيدة بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم.
= أن ينطلق المشرف التربوي من مبدأ المشاركة وما يتطلبه ذلك من فهم
لروح العمل الجماعي.
= أن يكون متخصصا في المادة الدراسية التي يشرف عليها ، وما يتصل
بها من طرائق التدريس كي يصبح قادراً على تطوير مهارات المعلمين التعليمية .
= أن يكون ملماً ببعض العلوم التي تنعكس إيجاباً
على أدائه .
= توفر جو تسوده تفاعلات
ايجابية مع المعلمين .
= أن يكون عدد المعلمين الذين
يشرف عليهم مشرف واحد محدوداً .
ختاماً : يجب ملاحظة أنه
لا يوجد نمط إشرافي يمكن استخدامه و توظيفه باستمـــــرار في مخـــتــلف المــواقـف
والظروف , لأن النمط الإشرافي الذي يكون فاعلاً في موقف معين , قد لا يكون فاعلاً
في موقف آخر ؛ ولهذا فإن النظرية الموقفية ترجع فاعلية الأنماط الإشرافية إلى قدرة
المشرف التربوي على المواءمة و الموازنة بين خصائصه و سماته , و بين المتغيرات
الموقفية الأخرى و التي يكون المعلم أحد عناصرها .
إعداد
المشرف التربوي
عبدالرحمن
بن إبراهيم الزاحمي
المراجع
-
أبو عابد,
محمود محمد (د.ت) .المرجع في الإشراف التربوي و العملية الإشرافية .دار الكتاب
الثقافي,الطبعة الأولى . الأردن .
- - السعود. راتب
(1423هـ) . الإشراف التربوي اتجاهات حديثة ,
مركز طارق للخدمات الجامعية, الطبعة الأولى , الأردن .
-
المحرج
,عبدالكريم بن عبدالعزيز (1429هـ). نموذج الإشراف بالأهداف . ورقة عمل مقدمة للقاء
مديري الإشراف التربوي المقام بالاحساء بعنوان " تطوير المفاهيم و الأساليب و
الأدوات الإشرافية في الميدان " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق